×
مرض السلّ

 

ما هو مرض السلّ؟

السلّ هو مرض شديد العدوى، يصيب أو يؤثر على مجموعة من الأعضاء وبالأخص الرئتين، هذا المرض تسببه بكتيريا تسمّى بكتيريا الدرن أو السلّ الرئوي. خلال السنوات الماضية بدأ العالم يشهد عودة انتشار هذا المرض مجددا. ينتقل هذا المرض عبر الجهاز التنفسي عن طريق استنشاق الرذاذ المحمّل بالبكتيريا الناتجة عن عطاس أو سعال أو كلام أو حتى ضحك شخص مصاب بالسّل الرئوي، ولكن الإصابة أو العدوى بالمرض تتطلب تكرار التعرض لهذه البكتيريا واستنشاقها لمدة طويلة. عند دخولها الرئتين، تثبّت البكتيريا نفسها وتبدأ بالإنقسام والتكاثر، وقد تنتقل بعدها من الرئتين عن طريق الدم إلى أعضاء أخرى مثل الكلى والمفاصل والدماغ، في أغلب الأحيان، تبقى العدوى كامنة تحت سيطرة الجهاز المناعي ولا يعاني المصاب من أعراض مرضية ولا يكون معدياً للآخرين، ولكن تبقى الفرصة قائمة ( حوالي عشرة بالمائة) لتنشط العدوى وتتحول إلى السلّ الرئوي النشط وما يصاحبه من أعراض.

ما هو الفرق بين السل الكامن والسل النشط؟

عند معظم المصابين بالعدوى يتمكن الجهاز المناعي من السيطرة على البكتيريا والحد من نشاطها وقدرتها على التكاثر والانتشار، ولكن دون التمكن من القضاء عليها، حيث تبقى كامنة دون أن تحدث أذى أو تسبب أعراضا مرضية، وهذا ما يسمى بالسل الكامن. المصاب بالسل الكامن لا ينقل العدوى للآخرين، ولكن قد تتطور الإصابة لديه لتصبح عدوى نشطة أذا ما ضعف الجهاز المناعي لسبب ما، وعندها يصبح المصاب معديا وقد ينشر الإصابة للآخرين. الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالسّل النشط تشمل الأطفال والرضَع وكبار السّن والذين يعانون من ضعف المناعة والمصابين بالأمراض الرئوية الأخرى.

عالميا، مرض السّل واسع الإنتشار ويقدّر عدد الإصابات الجديدة سنوياً بثمانية ملايين إصابة، إن اكتشاف حالات الاصابة بالسلّ وتقديم العلاج أساسي في القضاء على المرض.

ما هي أعراض مرض السلّ؟

غالبا، تظهر الأعراض في المراحل المتقدمة من المرض وتشمل: السّعال المزعج المسبب للضيق لأكثر من أسبوعين، وهو أهم اعراض السل، الإرهاق والهزال وفقد الوزن بلا مبرر، فقدان الشهية، الحمى المستمرة ذات الدرجة الدنيا، العرق أثناء الليل، ألم الصدر والبلغم المصبوغ بالدم.

 في حوالي 15% من الحالات تنتقل الإصابة إلى عضو آخر في الجسم عدا الرئتين، مثل العقد الليمفاوية، المجاري التناسلية والبولية، العظام والمفاصل، قشرة الدماغ (السحايا)، والجهاز الهضمي. ربع هؤلاء الخمسة عشر بالمائة تقريبا هم من المرضى الذين لم يكملوا العلاج المضاد للسلّ.

كيف يُشخّص مرض السّل؟

هناك عدة إختبارات تستعمل لمعرفة ما إذا كان الشخص مصاباً بعدوى السّل، عادة تجرى اختبارات جلدية، حيث تحقن مادة مستخلصة من بروتينات بكتيريا السّل تحت جلد ساعد المريض، وتكون نتيجة الاختبار موجبة إذا تكونت قبّة صغيرة في موقع الحقن على مدى اليومين إلى الثلاثة التالية، كما يتم تشخيص الإصابة بأخذ صور إشعاعية لمنطقة الصدر وفحص لعينات من البلغم لمعرفة ما إذا كانت تحتوي على بكتيريا السل أم لا، ولكن كل هذه الطرق عرضة لنتائج غير دقيقة سواء سلبا أو إيجابا.

 مختبرات مدلاب تجرى فحص دم يبحث عن الخلايا المناعية التي تتولد ضد بكتيريا السل سواء كان نشط أم كامن

كيف يُعالج مرض السّل؟

يمكن علاج أغلب حالات السّل وتماثلها للشفاء بتناول خليط من مضادات حيوية كل يوم لمدة ستة أشهر أو أكثر، حيث يجب تناولها طبقا للوصفة الطبية للتأكد من نجاعتها في القضاء على العدوى، وهنا يجب التأكيد على أهمية الإستمرار في تناول الأدوية حتى نهاية المدة المحددة من قبل الطبيب حتى وإن شعر المريض بالتحسن وزوال الأعراض، فعدم إكمال العلاج قد يكون له عواقب وخيمة؛ فقد تطول مدة المرض وقد ينقل المريض العدوى للآخرين من حوله، أيضا وقد تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات ويصبح من العسير القضاء عليها، فبكتيربا السّل المقاومة للمضادات الحيوية صعبة العلاج وتشكل تهديدا للجهود العالمية الرامية للسيطرة على مرض السّل والقضاء عليه.