×

فحص الحمل بالدم: أنواعه، دقته، ومتى يُنصح به

على رغم انتشار فحوصات الحمل المنزلية التي تعتمد على البول، والتي تلجأ إليها النساء نظرًا لسهولتها وسرعة ظهور النتائج، إلا أنها قد لا تكون الخيار المثالي في بعض الحالات التي تتطلب متابعة كثيبة ودقة أكثر. لهذا، قد يلجأ الأطباء إلى طلب فحص الحمل بالدم، الذي يُعتبر من أدق الوسائل الطبية لتشخيص الحمل نظراً لحساسيته العالية وقدرته على اكتشاف هرمون الحمل (βhCG) في وقت مبكر جدًا. وهذا ما يجعله الخيار الأفضل في العديد من الحالات السريرية التي تتطلب تأكيداً مبكراً أو متابعة دقيقة لمستوى الهرمون. 

 

وفي هذا المقال، سنستعرض أنواع تحليل الحمل بالدم، ونوضح الفرق بين الفحص الكمي والنوعي، إضافة إلى دقته، وتوقيت إجرائه، ومتى يُفضّل استخدامه على الفحوصات المنزلية، مع توضيح نتائج الفحص وتفسيرها من منظور طبي موثوق.

ما هو فحص الحمل بالدم؟

هو تحليل مخبري يُجرى على عينة من دم المرأة للكشف عن وجود هرمون βhCG (الهرمون الموجه للغدد التناسلية المشيمائية البشرية)، والذي يُنتج بعد حدوث الحمل. يمكن لهذا الفحص أن يكشف عن الحمل في وقت مبكر يصل إلى 7–12 يومًا بعد حدوث الإباضة. ويتميّز بكونه أكثر دقة من فحص البول، خاصة في الحالات التي تتطلب تأكيدًا طبيًا دقيقًا للحمل.

أنواع تحليل الحمل بالدم

ينقسم تحليل الحمل بالدم إلى نوعين رئيسيين: الفحص النوعي، والفحص الكمي. كلاهما يستخدم للكشف عن وجود هرمون الحمل في الجسم، لكن لكل منهما استخدامات وتطبيقات سريرية مختلفة.

  • فحص βhCG النوعي (Qualitative)

تمامًا كما في فحص الحمل المنزلي، هذا الفحص يُستخدم للإجابة على سؤال بسيط: هل يوجد حمل أم لا؟ أي أنه يكتشف وجود هرمون βhCG دون تحديد مستواه بدقة. يُعطي نتيجة "إيجابي" أو "سلبي"، ويُستخدم عادةً لتأكيد الحمل في مراحله الأولى. يتميز هذا النوع بسرعة النتائج وتكلفته المنخفضة نسبيًا، لكنه لا يُستخدم لتقييم مدى تطور الحمل أو تتبع حالاته غير الطبيعية.

 

  • فحص βhCG الكمي (Quantitative)

في التحليل الرقمي للحمل بالدم، يتم قياس مستوى هرمون βhCG بدقة، بوحدة الملي وحدة دولية/مل (mIU/mL). يُستخدم هذا النوع في حالات طبية محددة، مثل متابعة تطور الحمل المبكر، أو تقييم حالات الحمل خارج الرحم، أو مراقبة انخفاض مستويات βhCG بعد الإجهاض أو العلاج. كما يُساعد في تقدير عمر الحمل بناءً على نسبة الهرمون في الدم.

 

متى يمكن إجراء فحص الحمل بالدم؟

يمكن إجراء فحص الحمل بالدم بعد 7 إلى 12 يومًا من حدوث الإباضة أو الإخصاب. ويُعد الخيار الأفضل للنساء اللواتي يرغبن في الكشف المبكر عن الحمل، أو في حال تأخر الدورة الشهرية مع وجود أعراض الحمل. أما في حالات الإخصاب الصناعي أو التلقيح المجهري، يُوصى بالانتظار 10–14 يومًا بعد الزرع قبل إجراء الفحص لضمان دقة النتائج.

ما مدى دقة فحص الحمل بالدم وهل هناك أسباب لعدم ظهور الحمل في تحليل الدم؟

يُعد الفحص دقيقًا للغاية، وتصل نسبة حساسيته إلى أكثر من 99% عند إجرائه في الوقت المناسب. ومع ذلك، هناك بعض الحالات التي قد تؤدي إلى نتائج سلبية خاطئة، مثل إجراء الفحص مبكرًا جدًا قبل أن يصل هرمون βhCG إلى مستوى قابل للكشف، أو وجود خطأ في توقيت الإباضة. كما يمكن أن تؤثر بعض الأدوية أو الحالات الطبية النادرة على النتيجة، وإن كان ذلك نادر الحدوث. لذلك، في حال الشك، يُنصح بإعادة الفحص بعد يومين إلى ثلاثة أيام.

تفسير نتائج فحص الحمل بالدم

  • نتيجة إيجابية في الفحص النوعي تعني وجود حمل، بينما تشير النتيجة السلبية إلى عدم وجوده.

 

  • في الفحص الكمي، تُعطى النتيجة كرقم يعكس تركيز βhCG في الدم. المستويات التي تزيد بشكل متسق تشير إلى حمل طبيعي، بينما الارتفاع البطيء أو الثابت قد يُشير إلى حمل غير سليم أو خارج الرحم. ويشخّص الطبيب الحمل بناءً على القراءات، فتكون المستويات المنخفضة جدًا (25 mIU/mL إيجابية. أما القيم ما بين 6–24 قد تتطلب إعادة الفحص خلال يومين.

متى يُنصح بإجراء فحص الحمل بالدم بدلاً من فحص البول؟

يُنصح بإجراء فحص الحمل بالدم في الحالات التي تتطلب تأكيدًا دقيقًا وسريعًا للحمل، مثل:

 

  • الكشف المبكر عن الحمل قبل موعد الدورة الشهرية.

 

  • وجود أعراض غير واضحة رغم نتيجة فحص البول السلبية.

 

  • في حالات الحمل خارج الرحم أو الحمل العنقودي.

 

  • متابعة مستويات βhCG بعد الإجهاض أو العلاجات الإنجابية.

 

  • عند الحاجة لتقدير عمر الحمل أو مراقبة نمو الجنين مبكرًا.

هل توجد أي مخاطر أو تحضيرات قبل فحص الحمل بالدم؟

فحص الحمل بالدم آمن تمامًا ولا يتطلب تحضيرات خاصة. إذ يتم سحب عينة بسيطة من الدم الوريدي باستخدام إبرة، ولا توجد مخاطر تُذكر من الإجراء بحد ذاته، ويُعد من التحاليل الروتينية التي تُجرى بسهولة في المختبرات والمراكز الصحية.

الخلاصة

يُعد فحص βhCG بالدم أداة دقيقة وموثوقة للكشف عن الحمل، ويُستخدم على نطاق واسع في الممارسة الطبية لتأكيد الحمل في مراحله المبكرة، أو لمتابعة تطوره في حالات خاصة. ولكن رغم دقته العالية، إلا أن التوقيت المناسب وإجراء الفحص في ظروف صحيحة يظلان عاملين أساسيين لضمان نتائج موثوقة. وفي حال وجود شك أو أعراض غير متوافقة مع النتيجة، يُنصح دومًا بالمتابعة الطبية والتكرار عند الحاجة لضمان صحة الأم والجنين.

 

الأسئلة الأكثر رواجًا:

  1. متى يظهر الحمل في تحليل الدم ؟

يُمكن الكشف عن الحمل في تحليل الدم بعد حوالي 7 إلى 12 يومًا من حدوث الإباضة أو التخصيب، أي قبل موعد الدورة الشهرية بيومين إلى أربعة أيام تقريبًا. فحص الدم يتميّز بحساسيته العالية وقدرته على اكتشاف وجود هرمون βhCG في وقت مبكر مقارنةً بفحص البول، مما يجعله خيارًا دقيقًا لتأكيد الحمل المبكر.

   كم تستغرق نتيجة تحليل الحمل بالدم؟ 

عادةً ما تظهر نتائج تحليل الحمل بالدم خلال بضع ساعات إلى 24 ساعة، حسب المختبر. في بعض المراكز الطبية، يمكن الحصول على النتيجة في نفس اليوم، بينما قد تتطلب مختبرات أخرى يوم عمل كامل لإصدار النتيجة.

3. هل ارتفاع نسبة βhCG دائمًا طبيعي؟

ارتفاع نسبة هرمون الحمل βhCG لا يكون دائمًا مؤشرًا طبيعيًا، فرغم أن ارتفاعه التدريجي يُعد علامة مبكرة على الحمل السليم، إلا أن بعض الحالات قد تؤدي إلى ارتفاع غير طبيعي، مثل الحمل العنقودي، الحمل بتوأم، أو بعض الأورام النادرة. كما يمكن أن تؤثر أدوية الخصوبة على مستوى الهرمون مؤقتًا. لذلك، في حال كانت النسبة أعلى من المتوقع، يُنصح بإجراء فحوصات إضافية لتقييم الحالة بدقة.

دردشة
1
Scan the code
تقسم الفيتامينات إلى نوعان، الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء و القابلة للذوبان في الدهون:
هل يمكننا مساعدتك؟