×

ارتفاع معدل السكري لدى الأطفال

منذ الثمانينيات، تزايد عدد الأطفال الذين يتم تشخيصهم بالسكري من النوعين الأول والثاني، حيث يرتفع النوع الأول بمعدل يتراوح بين %3 إلى 5% سنوياً والنوع الثاني بمعدل يتراوح بين %5 إلى 8%. قد لا يبدو هذا الرقم مهماً، ولكنه يثير الدهشة عندما نعتبر أن عدد الأطفال الذين يتم تشخيصهم بأنواع السكري الأول والثاني اليوم يزيد ضعفًا مقارنة بمن كانوا مصابين به قبل 20 إلى 25 عاماً. 

السكري من النوعين الأول والثاني يتشاركان في نفس المشكلة الأساسية وهي عدم القدرة على استخدام الأنسولين بطريقة تحافظ على مستوى السكر في الدم من الارتفاع الزائد - ولكنهما ينشآن بطرق تقريباً متضادة تماماً. النوع الأول، الذي كان يُعرف سابقاً بسكري الأطفال، وهو مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجسم خلاياه الخاصة - وهي خلايا بيتا في البنكرياس - مما يدمر قدرتها على إنتاج الأنسولين. على الرغم من عدم وضوح ما إذا كان السكري من النوع الأول وراثيًا أم لا (حيث أن حوالي فقط من المصابين بالسكري النوع الأول لديهم تاريخاً عائلياً بالمرض)، إلا أنه تم اكتشاف أن بعض الأطفال يرثون المرض بشكل أكبر من غيرهم وما زالت الأبحاث قائمة في هذا الموضوع. في النوع الثاني، الذي كان يُعرف سابقاً بالسكري الذي يبدأ في كبار السن، تصبح الأنسجة التي تحتاج إلى الأنسولين لامتصاص الجلوكوز (مثل الكبد، والعضلات، والدهون) مقاومة لوجود الأنسولين. تقوم الخلايا المنتجة للأنسولين بالدخول في وضع زيادة الإنتاج، أولاً بإنتاج المزيد من هرمون الأنسولين من المعتاد ثم بفقدان القدرة على مواكبة الجلوكوز الزائد في الدم، حيث ينتهي بعض الأشخاص بعدم القدرة على إنتاج الأنسولين على الإطلاق.

أعراض والعوامل المساعدة للإصابة بلسكري من النوع الأول لدى الأطفال 

تظهر علامات وأعراض السكري من النوع الأول عند الأطفال عادة بسرعة، خلال أسابيع قليلة. وتشمل:

  • العطش المفرط والتبول المتكرر
  • الجوع المفرط
  • فقدان الوزن
  • التعب
  • التهيج أو التغيرات في السلوك
  • نفس برائحة الفاكهة
  • ضعف البصر
  • عدوى فطرية (الفتيات اللواتي يعانين من السكري من النوع الأول قد تعاني من عدوى فطرية تناسلية. ويمكن للأطفال الرضع تطوير طفح جلدي ناتج عن الفطريات).

 

رغم أن الحالة قد تظهر في أي عمر، وفقًا لمستشارة الآباء لوري لافيل، دكتوراه، رئيس قسم الأطفال والمراهقين والشباب في مركز جوسلين للسكري في كلية هارفارد الطبية، "نحن نرى ذلك في أعمار أصغر مما كانت عليه في أي وقت مضى ويتم تشخيص المزيد من الرضع والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة". يعتقد الخبراء أن العوامل البيئية مثل تقليل تعرض الأطفال للجراثيم قد يكون لها دورًا جزئيًا في ذلك (نظرية تعرف باسم نظرية النظافة الصحية). أحيانًا، يمكن أن يتطور السكري عند الطفل بعد تعرضه لفيروسات مثل تلك التي تسبب الالتهاب الكبدي الفيروسي (إبشتين-بار) أو مرض الفم والقدم (الذي يتضمن فيروسات مثل كوكساكي). "يمكن أن يؤدي تقليل التعرض للعدوى في سن الطفولة المبكرة إلى تغيير استجابة جهاز المناعة لدى بعض الأطفال، مما يؤدي إلى الهجوم المناعي على خلايا بيتا المنتجة للأنسولين في الجسم"، تقول الدكتورة لافيل. "يمكن أيضًا أن يكون للوزن الزائد في الطفولة دورا بإضافة ضغوطًا أخرى على خلايا بيتا". 

العوامل المساعدة للاصابة بالسكري من النوع الأول لدى الأطفال تشمل:

  • تاريخ العائلة: أي شخص لديه والدين أو أشقاء مصابون بالسكري من النوع الأول هو أكثر عرضة للإصابة.
  • الاستعداد الجيني: وجود بعض الجينات تزيد احتمالية الاصابة بالسكري من النوع الأول.
  • العرق: في الولايات المتحدة، السكري من النوع الأول شائع أكثر بين الأطفال البيض غير الهسبانيين مقارنة بالأعراق الأخرى. 
  • بعض الفيروسات: تعرض الأطفال لمختلف الفيروسات قد يثير الدمار المناعي لخلايا البنكرياس الجزيرية.
  • النظام الغذائي: لم يتم تحديد عامل غذائي محدد أو عنصر غذائي في مرحلة الرضاعة يلعب دورًا في تطوير السكري من النوع الأول. ومع ذلك، تم ربط استهلاك الحليب البقري في مرحلة الرضاعة المبكرة بزيادة الخطر للإصابة بالسكري من النوع الأول، بينما قد تقلل الرضاعة الطبيعية من الخطر. قد يؤثر توقيت إدخال الحبوب إلى نظام غذاء الطفل أيضًا على خطر الإصابة بالسكري من النوع الأول.

 

الأعراض والعوامل المساعدة للإصابة بالسكري النوع الثاني 

يمكن أن يتطور السكري من النوع الثاني لدى الأطفال تدريجيًا. هناك حوالي 40% من الأطفال الذين يعانون من السكري من النوع الثاني لا تظهر عليهم أية علامات أو أعراض ويتم تشخيصهم خلال الفحوصات الطبية الروتينية.

قد يعاني بعض الأطفال الآخرين من:

  • العطش المفرط والتبول المتكرر
  • فقدان الوزن. ومع ذلك، فإن فقدان الوزن أقل شيوعًا لدى الأطفال الذين يعانون من السكري من النوع الثاني مقارنةً بالأطفال الذين يعانون من السكري من النوع الأول.
  • التعب
  • ضعف البصر
  • تأخر شفاء الجروح أو العدوى المتكررة. يؤثر السكري من النوع الثاني على قدرة جسم طفلك على التئام الجروح ومقاومة العدوى.

 

العوامل المساعدة للإصابة بالسكري النوع الثاني لدى الأطفال 

لا يفهم الباحثون بشكل كامل لماذا يتطور السكري من النوع الثاني لدى بعض الأطفال وليس البعض الآخر، حتى إذا كان لديهم نفس العوامل المساعدة والظروف المحيطة. ومع ذلك، من الواضح أن بعض العوامل تزيد من الخطر، بما في ذلك:

  • الوزن: كون الطفل يعاني من الوزن الزائد هو عامل أساسي للإصابة بالسكري من النوع الثاني. كلما زادت كمية الدهون في أنسجة الأطفال - خاصة داخل العضلات وبين العضلات والجلد وحول البطن - كلما أصبحت خلايا أجسامهم أكثر مقاومة للأنسولين. الارتباط بين السمنة والسكري من النوع الثاني أكثر قوة لدى الشباب منها لدى البالغين.
  • الخمول: كلما كان طفلك أقل نشاطًا، كلما زاد خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. تساعد التمارين الرياضية طفلك في السيطرة على وزنه، واستخدام الجلوكوز كطاقة، وجعل خلايا طفلك أكثر استجابة للأنسولين.
  • تاريخ العائلة: يزداد احتمال إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني إذا كان لديهم والدين أو أشقاء مصابون بالمرض.
  • العرق: على الرغم من عدم وضوح الأسباب، إلا أن الأشخاص من بعض الأعراق أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع الثاني.
  • العمر والجنس: يصاب الكثير من الأطفال بالسكري من النوع الثاني في بداية فترة البلوغ. ويكون لدى الفتيات المراهقات ميلاً أكبر للإصابة من الفتيان المراهقين.
  • وزن الولادة وسكر الحمل: يرتبط الوزن المنخفض عند الولادة وولادة طفل لأم لديها سكري الحمل بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني.

 

في الأردن، وفقًا للمركز الوطني للسكري والغدد الصماء والوراثة، كان عدد الأشخاص الذين يعانون من السكري دون سن 18 عامًا ما يصل إلى 10،000 (2005)، مع نسبة تصل إلى 20% لم يتم اكتشافهم (2016)

 

كيف يمكننا حماية أطفالنا؟

يمكن أن تساعد العادات التالية طفلك في البقاء على الطريق الصحيح:

  • الوعي: كن على علم بهذا المرض، وأعراضه، والعوامل المساعدة وتاريخ عائلتك الخاص.
  • تخطيط الوجبات: انتبه إلى كمية السعرات الحرارية التي يحتاجها الأطفال للنمو. بشكل عام، يمكن أن تساعد ثلاث وجبات صغيرة وثلاث وجبات خفيفة يوميًا في تلبية احتياجات السعرات الحرارية. كثير من الأطفال الذين يعانون من السكري من النوع الثاني يعانون من الوزن الزائد. يجب أن يكون الهدف وزنًا صحيًا من خلال تناول الأطعمة الصحية وزيادة النشاط بمعدل (60 دقيقة يوميًا).
  • مساعدة طفلك في معرفة كمية الطعام المناسبة له. هذا ما يُعرف بمراقبة الحصص.
  • استبدل المشروبات الغازية والعصائر السكرية بالماء أو الحليب قليل الدسم.
  • ممارسة التمارن الرياضية معًا كعائلة أو مع الأصدقاء. يُوصى بممارسة التمارين الرياضية الدائمة والمتكررة (150 دقيقة من التمارين بشدة متوسطة ​​في الأسبوع) لجميع الأعمار حيث يقوي الجهاز المناعي ويساعد في الوقاية من الأمراض مثل السكري. في الواقع، من المعروف أنه يُقلل من احتمالية الاصابة بالأمراض المزمنة الرئيسية بنسبة تصل إلى 50%. تشمل الأنشطة الصحية مجموعة متنوعة من الرياضات؛ المشي بسرعة، الجري الخفيف، ركوب الدراجات، التمارين الهوائية، لعب التنس أو كرة الريشة.
  • أنت أخصائي تغذية؛ إذا كان طفلك يعاني من السكري، صمم خطة غذائية لطفلك. يمكن أن يساعدك الأخصائي المسجل أيضًا. لا توجد أي أطعمة محظورة. معرفة كيفية تأثير الأطعمة المختلفة على سكر الدم لطفلك يساعدك ويساعد طفلك في الحفاظ على مستوى السكر في الدم في النطاق المستهدف.

 

حقائق مدهشة:

  • "25% من الأطفال لا يشاركون في أية أنشطة بدنية في أوقات الفراغ." ماذا عن أطفالك؟ حافظ على حركتهم، وقفزهم، وجريهم..
  • "الوجبات الخفيفة تضيف 200 سعر حراري للأطفال يوميًا" حافظ على صحة الوجبات الخفيفة قدر الإمكان
  • "كلما قضى الأطفال وقتًا أطول في مشاهدة التلفاز، زادت احتمالية زيادة وزنهم." تخيل عندما يتم ذلك بالتزامن مع شرب عصير أو وجبة خفيفة!
  • "45٪ من الأطفال الذين تم تشخيصهم بالسكري لديهم سكري من النوع الثاني بسبب البدانة أو الوزن الزائد." خذ هذا بعين الاعتبار لأن النظام الغذائي هو نمط حياة.
  • "شرب علبة واحدة فقط من المشروبات الغازية (غير النظامية) يوميًا يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة 22%."
دردشة
1
Scan the code
Hello 👋
هل يمكننا مساعدتك؟