يعد نقص الحديد مشكلة صحية عالمية شائعة والسبب الرئيسي لفقر الدم، الذي يؤثر على ملايين الناس في جميع أنحاء العالم. وتنشأ هذه الحالة عندما يفتقر الجسم إلى الحديد الكافي لإنتاج الهيموجلوبين الضروري لربط الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بخلايا الدم الحمراء ونقلهما بين الرئتين وخلايا الجسم. وفهم أسباب وأعراض وخيارات العلاج لنقص الحديد أمر ضروري للكشف المبكر والعلاج الفعال لنقصه.
تختلف أسباب نقص الحديد باختلاف الفئات العمرية والجنسين والظروف الاجتماعية والاقتصادية. وهي تصنف على نطاق واسع إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
يعد تناول كمية غير كافية من الغذاء سببًا شائعًا لنقصه، وخاصة في المجتمعات التي تفتقر إلى الموارد الغذائية الغنية بالحديد. ويمكن ملاحظة ذلك بشكل خاص في الدول النامية، حيث قد تفتقر الأنظمة الغذائية إلى الخضراوات الخضراء الكافية أو اللحوم الحمراء أو المنتجات المدعمة بالحديد. والأطفال الذين يتغذون بشكل أساسي على حليب البقر معرضون للخطر لأنه يحتوي على كمية أقل من الحديد مقارنة بحليب الأم.
يمكن لبعض الحالات الطبية أن تعوق قدرة الجسم على امتصاص الحديد. وتشمل هذه الحالات ما يلي:
يعد فقدان الدم المزمن السبب الأكثر شيوعًا لنقص الحديد، وخاصة عند البالغين. وتشمل أسباب فقدان الدم:
غالبًا ما تتطور أعراض نقص الحديد تدريجيًا وقد تمر دون أن يلاحظها أحد حتى تتفاقم الحالة. وتشمل:
قد يعاني المرضى أيضًا من شهية غير طبيعية للمواد الغير قابلة للأكل، مثل: الثلج أو التراب أو النشا.
يشمل تشخيص الحديد بعض الفحوصات الطبية، منها:
في حالات نادرة، توفر خزعة نخاع العظام مؤشراً على مخزون الحديد، ولكن لا يتم اللجوء إلى هذا الفحص إلى في حالات نادرة جداً.
حجر الأساس لعلاج نقص الحديد هو تجديد مخزون الحديد من خلال المكملات التي يتم تناولها عن طريق الفم، مثل:
يتم إعطاء الحديد عن طريق الوريد للمرضى الذين لا يستطيعون تحمل المكملات عن طريق الفم، أو يعانون من مشاكل كبيرة في سوء الامتصاص، أو يعانون من فقدان الدم المستمر. وعلى الرغم من فعاليته، إلا أنه يترافق مع بعض المخاطر ،مثل: الغثيان، أو الحساسية المفرطة، أو تغير لون الجلد بسبب تسرب الدواء تحته.
يمكن أن يمنع تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، والخضروات ذات الأوراق الداكنة، والبقوليات، والحبوب المدعمة بالحديد تكرار حدوث نقص الحديد. كما تعمل الأطعمة الغنية بفيتامين سي، مثل الحمضيات، على تعزيز امتصاص الحديد وهي إضافة مفيدة.
إن معالجة السبب الجذري - سواء كان نزيفًا معويًا أو تدفقًا غزيرًا للحيض أو قصورًا غذائيًا - أمر بالغ الأهمية لعلاج نقص الحديد على المدى الطويل.
إذا تُرِك نقص الحديد دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل:
مع التشخيص في الوقت المناسب والعلاج المناسب، يمكن لمعظم المرضى المصابين بنقص الحديد توقع نتيجة إيجابية للعلاج. إلا أن الفشل في معالجة الأسباب الكامنة أو التأخير في العلاج يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة، والضعف العام، وفي الحالات الشديدة، مضاعفات تهدد الحياة.
يظل نقص الحديد مشكلة صحية كبيرة ولكن يمكن السيطرة عليها. والفحص المنتظم، وخاصة للمجموعات المعرضة للخطر مثل النساء في سن الإنجاب والأطفال الصغار، أمر ضروري. ويمكن لأدوات بسيطة مثل فحص الحديد أن تساعد في تشخيص الحالة مبكرًا، وضمان العلاج الفعال من خلال المكملات الغذائية والأنظمة الغذائية. ومن خلال معالجة كل من الأعراض والأسباب الكامنة، يمكن لك التعافي والحفاظ على صحتك.