تحافظ الكليتان، وهما عضوان على شكل حبتي فاصولياء بحجم قبضة اليد تقريبًا، على التوازن الداخلي للجسم من خلال تصفية الماء الزائد والنفايات من الدم، والتي يتم التخلص منها بعد ذلك على شكل بول.
وفي حين تعمل أنظمة التوازن في الجسم على المحافظة على سلامة الكلى، إلا أنه من الممكن أن يتطور مرض الكلى بهدوء دون أن يشعر به المريض، وغالبًا لا تظهر عليه أي أعراض حتى يصل إلى مرحلة أكثر تقدمًا. لذلك، من المهم فهم مرض الكلى ومعرفة علاماته وأعراضه والتعرف على طرق التشخيص التي تكشف عن المرض بصورة مبكرة وتمهد لطرق علاج فعالة.
مرض الكلى هو أي حالة تتضرر فيها الكلى ولا تستطيع تصفية الدم من الفضلات كما ينبغي. ومرض الكلى المزمن هو الشكل الأكثر شيوعًا منها، ويتميز بتلف الكلى أو انخفاض معدل الترشيح الكبيبي (GFR) إلى أقل من 60 مل في الدقيقة لكل 1.73 متر مربع لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر. ويتضمن مرض الكلى المزمن انخفاضًا تدريجيًا في وظائف الكلى، مما يؤدي غالبًا إلى الحاجة إلى غسيل الكلى أو زرع كلية بديلة.
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى. وأهمها مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. ويعد الفحص المنتظم لوظائف الكلى أمرًا ضروريًا للأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات. وتشمل عوامل الخطر الأخرى لأمراض الكلى: التاريخ العائلي للمرض، وتجاوز الستين من العمر، والإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
تختلف أسباب مرض الكلى المزمن في جميع أنحاء العالم ولكنها تأتي عمومًا من مجموعة من الحالات الأولية والثانوية التي تؤدي إلى تلف الكلى. تتضمن بعض الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:
يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى تلف الكلى بشكل مباشر أو تؤدي إلى مشاكل صحية تؤثر في النهاية على وظائف الكلى.
يمكن تصنيف أمراض الكلى بناءً على موقع وطبيعة المشكلة داخل الجهاز الكلوي:
تنشأ أمراض ما قبل منطقة الكلى من حالات تقلل من تدفق الدم إلى الكلى، مثل قصور القلب المزمن أو تليف الكبد. وبمرور الوقت، يمكن أن يؤدي انخفاض تدفق الدم إلى تلف الكلى الداخلي وزيادة خطر الإصابة بأمراض الكلى المزمنة.
تؤثر أمراض الكلى الداخلية على الكلى بشكل مباشر وتشمل:
تسبب حالات مثل تصلب الكلى أو تضيق الشريان الكلوي تلفًا مستمرًا للأوعية الدموية داخل الكلى، مما يؤدي إلى الإصابة بإقفار الكلى.
يمكن أن تظهر هذه الأمراض على شكل التهاب كلوي، مع وجود دم في البول وبيلة بروتينية، أو التهابات كلوية تتميز ببيلة بروتينية كبيرة الحجم، وتشمل الأسباب الشائعة ما يلي:
مرض الكلى المتعدد التكيسات (PKD) هو مثال نمطي، حيث تتطور الأكياس داخل الكلى، مما يؤدي إلى الفشل الكلوي التدريجي.
ينتج مرض الكلية بعد انسداد المسالك البولية الذي يمنع البول من مغادرة الكلى، ويمكن أن تسبب الانسدادات المزمنة أضرارًا طويلة الأمد وتؤدي إلى الفشل الكلوي المزمن، سواء بسبب مرض البروستاتا أو حصوات الكلى أو الأورام.
في مراحله المبكرة، غالبًا ما يكون مرض الكلى المزمن بلا أعراض، مما يجعل من الصعب اكتشافه دون فحوصات محددة، وتصبح الأعراض أكثر وضوحًا مع تقدم المرض إلى مراحل متقدمة وقد تشمل:
في المراحل الشديدة، قد تكون هناك أيضًا علامات جسدية، مثل: تصبغ الجلد، والصقيع اليوريمي، وتغيرات الشبكية الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم.
يعد فحص وظائف الكلى أو معدل الترشيح الكبيبي (GFR) أحد الفحوصات المخبرية الرئيسية المستخدمة لتقييم وظائف الكلى؛ حيث يشير الانخفاض في معدل الترشيح الكبيبي إلى انخفاض في أداء الكلى.
على الرغم من أن تصفية الأنسولين تعتبر المعيار الدقيق لقياس معدل الترشيح الكبيبي، إلا أن تصفية الكرياتينين شائعة أكثر لهذا الغرض في القطاع الطبي نظرًا لسهولة إجراء الفحص.
يعد البروتين في البول، أو وجود بروتين زائد في البول، مؤشرًا رئيسيًا على تلف الكلى وجزءًا من فحص البول. ويتم تقييمه عادةً من خلال عينة بول مأخوذة في الصباح الباكر.
يعد التصوير الإشعاعي، مثل: الموجات فوق الصوتية، والتصوير المقطعي، وتصوير الأوعية الدموية الكلوية، ضرورية لتصوير بنية الكلى ووظيفتها؛ حيث يمكن لهذه الصور تحديد التشوهات في الكلى، مثل انخفاض حجم الكلى، أو الأكياس، أو الانسدادات في المسالك البولية.
إذا لم يتم علاجه، فقد يتسبب مرض الكلى في المضاعفات التالية:
إن اتخاذ خطوات استباقية لحماية صحة الكلى أمر ضروري للحفاظ على صحتك العامة. باتباع نصائح الوقاية، يمكنك تقليل خطر الإصابة بأمراض الكلى، مثل:
الفحوصات المخبرية المنتظمة مهمة بالقدر ذاته، لأنها تسمح بالكشف المبكر عن أي مشاكل محتملة، مما يتيح التدخل والعلاج في الوقت المناسب.
تذكر أن كليتيك مهمتان، ومع بعض التغييرات البسيطة في نمط حياتك والفحص الروتيني، يمكنك المساعدة في ضمان استمرارهما في العمل بشكل مثالي على الدوام.