يعتبر التهاب الحلق من بين أكثر الشكاوى الصحية التي يتلقاها الأطباء شيوعًا، وخاصة خلال أشهر الشتاء الباردة. ويتم تمييز التهاب الحلق بالاحمرار والتهيج وأحيانًا بصعوبة في البلع. وعلى الرغم من أن التهاب الحلق قد يكون مزعجًا ويؤثر على الحياة اليومية، إلا أنه ليس حالة خطيرة وغالبًا ما يختفي من تلقاء نفسه، لكنه يمكن أن يكون أيضًا من أولى علامات حالة مرضية أخرى مثل نزلات البرد، أو الإنفلونزا، أو التهاب الحلق البكتيري العقدي. لذلك، فإن فهم الأسباب، والتعرف على الأعراض، ومعرفة كيفية علاجه بشكل فعال يمكن أن يساعد في التعافي بسرعة ويمنع حدوث مضاعفات غير مرغوب فيها.
لذا، ستتناول هذه المقالة الأعراض، والأنواع، والأسباب، وطرق التشخيص، وعلاج التهاب الحلق.
التهاب الحلق هو شعور بالألم والحكة في الحلق، ويزداد عادة عند البلع أو التحدث، وقد يكون مصحوبًا بسعال خفيف وجاف في بعض الأحيان. وعلى الرغم من أن التهاب الحلق لا يدعو للقلق غالبًا ويختفي من تلقاء نفسه خلال بضعة أيام، إلا أنه في بعض الأحيان قد يكون أول عرض لحالة طبية أخرى قد تتطلب التدخل الطبي.
التهاب الحلق هو شعور بالألم، والجفاف، أو الحرقان في الحلق، ويزداد سوءًا عند البلع أو التحدث. وعند الفحص السريري، قد يلاحظ الطبيب احمرارًا موضعيًا وأحيانًا تورمًا في اللوزتين، حسب المسبب للالتهاب. وقد تشمل الأعراض الأخرى ما يلي:
إن التهاب الحلق يعد مصطلحًا واسعًا يمكن تصنيفه إلى ثلاثة أنواع بناءً على الجزء المصاب من الحلق، وأنواع التهاب الحلق هي:
التهاب الحنجرة هو التهاب في الجزء السفلي من الحلق الذي يحتوي على الحبال الصوتية.
التهاب اللوزتين هو التهاب في الأنسجة الموجودة على جانبي الجزء الخلفي من الفم، وعادة ما يكون ناجمًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية.
التهاب البلعوم هو التهاب في الجزء الخلفي من الفم والممتد إلى أسفل الرقبة، وهو التهاب ينتج أيضًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية.
كما ذكر سابقًا، التهاب الحلق ليس مرضًا بحد ذاته، بل هو عرض لحالة مرضية كامنة. أما الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق فهي كما يلي:
تُعد الفيروسات من الأسباب الأكثر شيوعًا لالتهاب الحلق، خاصة خلال موسم الإنفلونزا. وعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبب العدوى بفيروس إبشتاين-بار مرضًا يُعرف بالحمى الغدية، والذي يمكن أن يؤدي إلى التهاب الحلق.
إنّ العدوى بمجموعة من البكتيريا تُعرف بمجموعة العقديات (Streptococcus) من النوع أ يمكن أن تسبب حالة تُعرف باسم التهاب الحلق العقدي. وتتميز هذه الحالة بتضخم اللوزتين والتهابهما مع وجود بقع بيضاء عليهما.
يمكن أن تؤدي حبوب اللقاح، والتدخين، والارتجاع المريئي، والهواء الجاف أيضًا إلى التهاب الحلق، لكن هذه الحالات تكون عادةً خفيفة وتختفي بمجرد إزالة المهيج.
لتحديد سبب التهاب الحلق بدقة، سيبدأ طبيبك بطرح عدد من الأسئلة حول الأعراض، مثل متى بدأ الشعور بعدم الراحة، وما إذا كان يزداد سوءًا مع بعض الأنشطة، وما إذا كنت قد عانيت من أعراض أخرى مثل السعال أو الحمى.
بعد ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل، والذي قد يشمل فحص الحلق والأنف والأذنين للتحقق من علامات العدوى. وفي بعض الحالات، خاصة إذا اشتبه الطبيب بوجود عدوى بكتيرية، قد يوصي بإجراء مسحة الحلقبعد ذلك، سيقوم الطبيب بإجراء فحص سريري شامل، والذي قد يشمل فحص الحلق والأنف والأذنين للتحقق من علامات العدوى. وفي بعض الحالات، خاصة إذا اشتبه الطبيب بوجود عدوى بكتيرية، قد يوصي بإجراء مسحة الحلق . ويتضمن هذا الاختبار جمع عينة من الجزء الخلفي من الحلق، ثم تحليلها للتحقق مما إذا كانت بكتيريا المجموعة العقدية أ موجودة.
ويساعد هذا في تحديد سبب التهاب الحلق وضمان تلقي العلاج المناسب.
بمجرد تحديد سبب التهاب الحلق، يمكن البدء في خطة العلاج المناسبة بناءً على الحالة. فعلى سبيل المثال، إذا كان السبب فيروسيًا، فلن تكون المضادات الحيوية فعالة، وسينصحك الطبيب بشرب الكثير من السوائل بالإضافة إلى أخذ قسط جيد من الراحة. ولكن، إذا كان التهاب الحلق ناتجًا عن عدوى بكتيرية، فسيصف الطبيب جرعة من المضادات الحيوية المناسبة إلى جانب بعض المسكنات للتخفيف من الأعراض والألم.
–
باختصار، التهاب الحلق ليس حالة مرضية بحد ذاته، بل هو عرض يشير إلى حالة مرضية أخرى. وفي حين أن معظم الحالات ستشفى من تلقاء نفسها دون الحاجة إلى تدخل طبي، إلا أنه في بعض الحالات الأخرى، سيكون التشخيص السليم وخطط العلاج المناسبة ضروريًا لتخفيف الألم وعلاج السبب الأساسي بشكل فعال وتفادي أي مضاعفات.