الفارق بين حساسية الطعام وعدم تحمله وتأثيرهما على الأطفال المصابين بالتوحد
ما هو اضطراب طيف التوحد؟
يشير التوحد، أو اضطراب طيف التوحد، إلى مجموعة من الحالات التي تتسم بوجود تحديات ترافق المهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة والكلام والتواصل غير اللفظي إلى جانب اختلافات ونقاط قوة تختلف عن غيرها. وأصبحنا نعلم الآن بأن التوحد ناجم عن توليفات مختلفة من التأثيرات الجينية والبيئية، ومن هنا جاء استخدام مصطلح "الطيف" لإبراز الاختلافات الواسعة في التحديات ونقاط القوة التي تظهر على الأشخاص المصابين بالتوحد.
وتميل أبز علامات التوحد وأكثرها وضوحًا إلى الظهور بين السنة الثانية والثالثة من العمر، على الرغم من أن بعض حالات التأخر في النمو يمكن تشخيصها مبكرًا في سن 18 شهرًا أو قبل ذلك. وتتفاوت أعراض التوحد من حيث ظهورها وشدتها لدى العديد من الأطفال الذين يعانون من الإعاقة الذهنية، في حين يتمتع آخرون بذكاء طبيعي. كما من الممكن أن تظهر لدى الأطفال المصابين بالتوحد أعراض أخرى تتراوح بين نوبات التشنج والانحرافات الحركية والقلق واضطرابات دورة النوم، إلى مشاكل الجهاز الهضمي وضعف الجهاز المناعي والاضطرابات الحسية.
الفرق بين حساسيات الطعام وعدم القدرة على تحمل الطعام
يمكن لكل شيء نتناوله أن يثير رد فعل إيجابي أو سلبي داخل أجسامنا. وإذا كنت تعاني من عدم القدرة على تحمل نوع معين من الطعام وبقيت تستمر في تناوله، سيقوم جسمك برد فعل قد يظهر في مجموعة من الحالات التي تؤثر على نمط حياتك كالصداع الحاد والألم المزمن والاضطرابات الهضمية وغير ذلك من المشاكل. ويمكن أن تنجم عدم القدرة على تحمل الطعام عن مجموعة من العوامل التي تشمل متلازمة القولون العصبي (IBS) والتسمم الغذائي وعوامل نفسية بالإضافة إلى الحساسية تجاه المُضافات الغذائية المصنعة أو الطبيعية. ولقد أظهرت الدراسات أن أقل من 2% من السكان يعانون من حساسيات الطعام ومع ذلك تقدر نسبة الأشخاص الذين يعانون من نوع ما من عدم القدرة على تحمل الطعام بأنها تصل إلى 45%. وفي حالة الأطفال المصابين بالتوحد، فقد تبيّن بأن عدم القدرة على تحمل الطعام يؤثر على المزاج والسلوك ومستويات القلق. وفور التعرف على ذلك النوع من الطعام واستبعاده من النظام الغذائي، يصبح الأطفال أكثر صحة وهدوء.
فيما يلي نوضح بعض أبرز الاختلافات بين حساسيات الطعام (IgE) وعدم القدرة على تحمل الطعام (IgG):
حساسيات الطعام
الفرق بين حساسية الطعام وعدم تحمل الطعام
وعادةً ما يكون رد فعل الجلوبين المناعي (IgE) واضح تمامًا، حيث يمكنه أن يحدث في غضون دقائق من تناول شيء ما. ولقد سمعنا جميعًا عن حالات يُظهر فيها الأشخاص رد فعل تجاه الفول السوداني أو الفراولة أو الأناناس أو الأسماك والقشريات. قد يظهر الطفح على الجسم مع انتفاخ الشفتين وسيلان الدموع من العينين بالإضافة إلى الشعور بحكة شديدة في الحلق. أما في الحالات الشديدة فيمكن أن يؤدي رد الفعل التحسسي إلى تفاعل anaphylactic reaction أو صدمة فرط الحساسية anaphylactic shock. ويمكن للشخص الذي لديه حساسية حقيقية تجاه لسعات النحل على سبيل المثال أن يطور تفاعل تأقِّي يؤدي إلى صعوبة في التنفس وضرورة الدخول إلى المستشفى لتلقي العلاج لاعتراض طريق رد الفعل ذلك. ومن المهم معرفة ما إذا كان طفلك يعاني من حساسية ما بالرغم من أن الحساسية لا يمكن تحديدها عادةً إلا عن طريق اختبارات الجلد أو اختبار الدم خلال أو في وقت قريب من حدوث رد الفعل بشكل فعلي ووجود ما يكفي من الجلوبين المناعي (IgE) في مجرى الدم ليتم التقاطه بواسطة الاختبار.
إن معظم ردود الأفعال التي نتعرض لها أو نختبرها تجاه الطعام هي ليست ردود أفعال ناجمة عن حساسية الطعامIgEبالفعل وإنما هي ردود أفعال ناجمة عن عدم تحمل الطعام IgG. وتعرف الأجسام المضادة من نوع IgG بأنها أكثر المواد الكيميائية المناعية (الأجسام المضادة) وفرة في الجسم والتي يمكن أن تتفاعل مع الطعام في بعض الأحيان بشكل سلبي مما يؤدي إلى انخفاض مستوى ردود الفعل الالتهابية والمناعية في الجسم. وتعرف ردود الفعل تلك بفرط الحساسية المتأخرة. وتمتاز بأنها لا تشكل تهديدًا على الحياة كما أنها غالبًا ما تكون غير فورية- مما يجعلها مختلفة من تلك الناحية عن ردود الأفعال التحسسية- إلا أنها سرعان ما تؤثر في الجهاز الهضمي فمن الممكن أن تتسبب بالنفخة أو الغازات أو الإسهال. وعلى المدى الطويل، يمكن أن تؤدي حالات "عدم تحمل" الطعام تلك إلى التهاب منخفض المستوى يمكن أن يتسبب بدوره بآلام المفاصل وآلام العضلات والتعب والصداع النصفي وزيادة الوزن والأرق والقلق والاكتئاب والعديد من الأعراض الأخرى.
وبالتالي، فإن رد الفعل تجاه الطعام من نوع IgG، بالرغم من تسميته في بعض الأحيان برد فعل تحسسي، فهو في الواقع ليس تحسسًا بل هو فرط الحساسية أو عدم القدرة على تحمل بروتينات الأطعمة. وعندما تقوم بإجراء اختبار عدم تحمل الطعام، اعتمادًا على نوع المختبر أو الفحص، فإنك تختبر استجابة الأجسام المضادة من نوع IgGلمجموعة تضم أكثر من 200 نوع طعام مختلف مما تستطيع أنت أو طفلك تناوله.
تأثير عدم القدرة على تحمل الطعام لدى الأطفال المصابين بالتوحد
تعتبر أعراض الجهاز الهضمي والالتهابات شائعة جدًا بين الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. ومن الأعراض الأكثر شيوعًا الإسهال والإمساك والنفخة وآلام الجهاز الهضمي. وعادةً ما تنتج الالتهابات المعوية عن حساسيات الغذاء وتواجد البكتيريا الضارة بكثرة في القناة الهضمية. ويؤدي عدم هضم الطعام إلى حدوث نقص تغذوي وإضعاف للوظيفة الخلوية، الذي يظهر كضعف في وظائف المخ وقصور في جهاز المناعة. فعندما لا يتم تفتيت جزئيات الطعام بشكل جيد كما هو الحال مع حساسيات الطعام أو عدم تحمل الطعام، يؤدي ذلك إلى تشوش الذهن وعدم الإحساس بالألم والتراجع والانزعاج.
وفي كثير من الأحيان يكون لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ردود فعل مرتفعة من نوع IgG تجاه الطعام فبالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه، يمكن أن يضعف جهاز المناعة لديهم بمرور الوقت مما يجعلهم أكثر عُرضة للفيروسات والبكتيريا التي يتعرضون لها. وفي تلك الحالة يمكن أن تساعد نتيجة الفحص المخبري لحالات عدم تحمل الطعام على الحد من تأثير الأعراض الجسدية من خلال مراقبة النظام الغذائي وبالتالي تقليل حدة الأعراض ورفع مستوى صحة الطفل العامة وعافيته.
المراجع:
http://autismrecoverytreatment.com