إنزيم الفوسفوكاينيز كيرياتين هو إنزيم موجود في الخلايا العضلية الهيكلية، والقلب، والدماغ باختلاف أنواعه. وله دور مهم في عمليات إنتاج الطاقة في الخلايا، حيث يعمل على تحويل الكرياتين إلى مركب (فوسفات الكرياتين) ليتم استخدامه عند الحاجة السريعة للطاقة. ولكن عند حدوث تلف في الخلايا العضلية يتسرب هذا الإنزيم إلى الدم، مما يعد وسيلة مبكّرة ومهمة للكشف عن هذا التلف. لذا، إذا كنت قد شعرت يومًا بآلام مفاجئة في العضلات أو تقلصات غير مفسرة؟ فحص CPK قد يكون الحل لفهم سبب هذه الأعراض.
وفي هذا المقال، سنتعرف على هذا الفحص وأهميته سريريًا في تشخيص الحالات المرضية المختلفة.
فحص CPK هو تحليل مخبري يُستخدم لقياس مستوى إنزيم الكرياتين فوسفوكايناز الموجود في الدم من العضلات والدماغ والقلب؛ لذا قد يعرف بفحص العضلات. إذ يرتفع مستوى هذا الإنزيم عند حدوث ضرر أو إجهاد في هذه الأنسجة، لذلك يُستعمل الفحص للمساعدة في تشخيص المشاكل مثل النوبة القلبية، أو الإصابات أو التهابات العضلات، أو بعض الأمراض العصبية العضلية، بينما لا يكون انخفاضه مهمًا طبيًا غالبًا.
يطلب هذا الفحص في حال الاشتباه بالنوبة القلبية، أو وجود آلام أو ضعف غير مفسر في العضلات، أو عند الاشتباه بأمراض مثل الحثل العضلي أو التهاب العضلات، أو بعد الإصابات أو الحوادث القوية التي قد تسبب تهتكًا في العضلات، أو في بعض أمراض الدماغ أو بعد إصابات الرأس، أو لمتابعة مرضى القلب أو العضلات خلال العلاج لمعرفة مدى تحسن الحالة.
وتكمن أهميته في كونه أداة تُعطي الطبيب مؤشرًا مبكرًا ودقيقًا على وجود ضرر في الأنسجة الحيوية بالجسم، كما يفيد في متابعة حالة المريض بعد العلاج أو الجراحة، ويساعد على التفريق بين أسباب آلام وضعف العضلات.
وفي حالة خاصة، قد يطلب هذا الفحص للمرضى المصابين بانحلال الربيدات (Rhabdomyolysis) كمؤشر لمتابعة الفشل الكلوي الحاد. إذ إن المصابين بهذا المرض يعانون من تدمير أو تفكك في ألياف العضلات الهيكلية، مما يؤدي إلى تسرب الCPK والميوجلوبين معًا. ومع أنّ الCPK بحد ذاته لا يعتبر مسببًا لتلف الكلى، إلا أنّ بروتين الميوجلوبين المتسرب من الخلايا التالفة في أنسجة الكلى تزيد من حدة هذا التلف، وبهذا يعتبر الCPK مؤشر غير مباشر لمتابعة هذه الحالة. تلف الكلى.
هناك ثلاثة أنواع فرعية لهذا الإنزيم، وكل نوع يوجد في أنسجة معينة وله دور محدد، كما أن الطبيب يستطيع تحديد مصدر الضرر بناءً على أي نوع المرتفع في الفحص.
يوجد بشكل رئيسي في العضلات الهيكلية. ويدل ارتفاعه غالبًا على إصابات أو التهابات العضلات، أو في حالات الإجهاد العضلي الشديد.
يوجد في عضلة القلب. ويُستخدم كمؤشر مهم في تشخيص النوبة القلبية أو مشاكل القلب الأخرى.
يوجد في الدماغ والأنسجة العصبية. على الرغم من ندرة استخدامه، إلا أنّ ارتفاعه قد يدل على إصابات الدماغ أو بعض الأورام العصبية.
إنّ التحضير لفحص CPK بسيط جدًا ولا يتطلب إجراءات معقدة. إذ لا يشترط الصيام قبل الفحص، فيمكن عمله في أي وقت من اليوم، ولكن من الأفضل تجنب التمارين الرياضية الشديدة أو أي مجهود عضلي عنيف قبل 24 ساعة من التحليل، لأن ذلك قد يرفع مستوى CPK في الدم بشكل مؤقت. كما يجب عليك أخبار الطبيب عن الحقن العضلية التي أخذتها مؤخرًا أو الإصابات في العضلات أو الأدوية التي تستخدمها، خصوصًا أدوية خفض الكوليسترول (الستاتين)، وبعض المضادات الحيوية أو المسكنات، لأنها قد تؤثر على النتائج.
تعتمد قراءة نتائج فحص CPK على القيمة الرقمية التي تظهر في التحليل، ومقارنتها مع القيم المرجعية (التي قد تختلف قليلًا من مختبر لآخر). وتكون القيم الطبيعية عادةً بين 20 – 200 وحدة/لتر ولكنها قد تختلف حسب الجنس والعمر.
ارتفاع إنزيم CPK في الدم يشير عادةً إلى وجود تلف أو إصابة في العضلات أو القلب أو الدماغ. على سبيل المثال: قد يدل على نوبة قلبية إذا ارتفع النوع CPK-MB، أو على إصابة/التهاب في العضلات إذا ارتفع CPK-MM، أو على مشاكل في الدماغ (نادراً) عند ارتفاع CPK-BB. كما قد يرتفع بشكل مؤقت بعد مجهود بدني شديد أو حقن عضلية.
فحص CPK هو تحليل دم بسيط: يتم أخذ عينة دم من وريد في الذراع باستخدام إبرة صغيرة. تُرسل العينة إلى المختبر لقياس مستوى الإنزيم. لا يتطلب عادةً صيامًا، لكن يُفضل تجنب التمارين الشاقة قبل التحليل بيوم واحد للحصول على نتيجة أدق.
لا، فحص CPK آمن تمامًا ولا توجد مخاطر مرتبطة به. هو مجرد سحب عينة دم عادية مثل أي تحليل روتيني، ولا يسبب أية مضاعفات.